بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد أشرف المخلوقين وعلى آله الأخيار .
أما بعد :
إن لكل شخص الحق أن يكتب مقالا يعبر فيه عما يحس به تجاه نفسه أولا وتجاه الآخرين من حوله , فإدا كان الأمر كدلك فسنحاول مرة تلوى
الأخرى أن نكتب لهدا الصرح المميز .
أما في جديد موضوعي , فسيكون منصبا على الغربة , تلك التي آلمت الكثيرين لبعدهم عن دويهم وأوطانهم ..
فحقا لا يعرف الغربة إلا من عاشها , و تدوق مرارتها ,
صعب جدا أن يعيش الإنسان حياة غير التي ألفها بين أحضان والديه ووطنه
كل شيء ينعكس سلبا على حياته , فالكثيرون يعتقدون أن الغربة مفر لجمع الجاه والمال , ولكن ليس الأمر كدلك .
فكم من إنسان تغرب بسبب لقمة العيش أو طلبا للعلم , فترك وراءه داك العطف ودلك الحنان الدي يفقده , فيصبح وحيدا كئيبا لا أحد
يؤنس وحدته , وكل ما يملأ فراغ وقته بل حتى جل وقته هو التفكير في الأهل والوطن .
صحيح أن أرض الله واسعة , والدنيا ليست فيها غربة كما قال الشاعر : " ليس الغريب غريب الشام واليمن , إن الغريب غريب اللحد والكفن"
لكن يبقى العيش فيها صعبا في ظل البعد عن الأرحام وعن التقاليد المألوفة , التي تعطي جوا رائعا قلما تجده في البلدان الأخرى .
فإدا كان الأمر كدلك , ولمن استعصى عليه الأمر ولم يجد مفرا منها ان يملا جل وقته بالدكر والصلاة والشكر والثناء على الله .
ففي نهاية المطاف هي قضاء و قدر والعبد يجب عليه أن يؤمن بهما .
أما بالنسبة للإنسان الدي يتمنى الغربة ويرجوها , في كسب الرزق او طلب العلم . فما عليه إلا أن يشمر سواعده ويصبر لكل شادة وفادة
حتى يحقق مبتغاه , وينال رجائه .
يقول الشاعر :
تغرب عن الأوطان في طلب العلا *** وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
إزالة هم واكتساب معيشة *** وعلم وآداب وصحبة ماجد
فإن قيل في الأسفار غم وكربة *** وقطع الفيافي وارتكاب الشدائد
فموت الفتى خير له من حياته *** بدار هوان بين واش وحاسد.
|